للتغيير حول الثراء المالي والصحي وربح المال

كراهة تسخط من رزق البنات

كراهة تسخط من رزق البنات


 فموضوع اليوم هو  كراهة تسخط بالبنات:

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين .

الحمد لله العلي العظيم ، الحليم الكريم ، الغفور الرحيم 

ا لحمد لله رب العالمين ، الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين 

بدأخلق الانسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين،

ثم حلق النطفة علقة سوداء للناظرين ، ثم خلق العلقة مضغة وهي

قطعة لحم بقدر أكلة الماضغين  ثم خلق المضغة عظاما مختلفة

الاشكال أساسا يقوم عليه هذا البناء المتين ثم كسا العظام لحما هو لها كالثوب للابسين ، ثم انشأه خلقا اخر، فتبارك الله أحسنالخالقين!

فسبحان من شملت قدرته كل مقدور، وجرت مشيئته في خلقه

بتصاريف الامور 

اما بعد 

 قال الله تعالى } لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ  { فقسم - سبحانه - حال الزوجين إلى أربعة أقسام اشتمل عليها الوجود، وأخبر أن ما قدره بينهما من الولد، فقد وهبهما إياه ، وكفى بالعبد تعرضا لمقته أن يتسخط ما وهبهما وبدأ - سبحانه - بذكر الإناث . فقيل : جبرا لهن ، لأجل استثقال الوالدين لمكانهن وقيل - وهو أحسن - : إنما قدمهن ، لان سياق الكلام أنه فاعل ما يشاء لا ما يشاء الابوان، فإن الابوين لا يريدان إلا الذكور غالبا، وهو - سبحانه - قد أخبر أنه يخلق ما يشاء، فبدأ بذكر الصنف الذي يشاء، ولا يريده الابوان . وعندي وجه اخر: وهو أنه - سبحانه - قدم ما كانت تؤخره الجاهلية من أمر البنات حتى كانوا يئدونهن . أي: هذا النوع المؤخر الحقير عندكم مقدم عندي في الذكر. وتأمل كيف نكر - سبحانه - الإناث ، وعرف الذكور، فجبر نقص الانوثة بالتقديم ، وجبر نقص التأخير بالتعريف ، فان التعريف تنويه ، كأنه قال : ويهب لمن يشاء الفرسان الاعلام المذكورين الذين لا يخفون عليكم ثم لما ذكر الصنفين معا قدم الذكور إعطاء من الجنسين حقه من التقديم و تأخير. والله أعلم بما أراد من ذلك.
والمقصود: أن تسخط بالإناث من أخلاق الجاهلية الذين ذمهم الله تعالى في قوله } وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِالْأُنثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ } وفي " صحيح مسلم " من حديث آنس بن مالك قال : قال رسول الل}ص { من عال جارتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة انا وهو هكذا" وضم أصبعيه .وروى عبد الرزاق : أخبرنا معمر، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت : جاءت امرأة ومعها ابنتان لها تسألني، فلم تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة ، فأعطيتها إياها، فأخذتها فشقتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت هي وابنتاها، فدخل رسول الله { ص } على تفيئة { أي على اثره } ذلك، فحدثته حديثها، فقال رسول الله {ص} : "من ابتلي من هذه البنات بشيء فأحسن إليهن ، كن له سترا من النار". ورواه ابن المبارك عن معمر، عن الزهري عن عبد الله بن أبي بكر ابن حزم ، عن عروة ، وهو الصحيح  والحديث في " مسند أحمد" وفيه أيضا من حديث أيوب بن بشير الانصاري ، عن ابي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله جم: " لا يكون لأحد ثلاث بنات ، او ثلاث اخوات او بنتان او اختان ، فيتقي الله فيهن ويحسن اليهن ، الا دخل الجنة " وعن ابي  سعيد، عن – النبي {ص}  : " من كان له ثلاث بنات او تلاث اخوات، او ابنتان أو اختان فأحسن صحبتهن وصبر عليهن ، واتقى الله فيهن دخل الجنة ". وقال رسول الله {ص}" ما من عبد يكون له ثلاث بنات فينفق عليهن حتى يبن أو و يمتن ، الا كن له حجابا من النار" . فقالت امرأة : يا رسول الله وابنتان ؟ قال: " وابنتان " وقال أبو عمار: عن عوف بن مالك قال : قال رسول {ص}: " انا وامرأة سفعاء الخدين كهاتين في الجنة ". عن ابن عباس قال : قال رسول الله {ص}: " ما من مسلم يكون له ابنتان فيحسن اليهما ما صحبهما وصحبتاه الا أدخلتاه الجنة وقد قال الله تعالى في حق  { فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } وهكذا البنات أيضا: قد يكون للعبد فيهن خير في الدنيا والاخرة، ويكفي في قبح كراهتهن أن يكره ما رضيه الله و عطاه عبده . وقال صالح بن أحمد: كان أبي إذا ولد له ابنة يقول : الانبياء كانوا آباء بنات . ويقول : قد جاء في البنات ما قد علمت. وقال يعقوب بن بختان : ولد لي سبع بنات ، فكنت كلما ولد لي ابنة دخلت على أحمد بن حنبل فيقول لي : يا أبا يوسف الانبياء آباء بنات . فكان يذهب قوله همي.

وبالله التوفيق   كتب بقلم الرويسي  ومصدره ابن القيم رحمه الله


ليست هناك تعليقات